Getting your Trinity Audio player ready...
|
وضع نجاح العمليات العسكرية الإسرائيلية، والأمريكية اللاحقة ضد إيران في يونيو 2025، موسكو في موقف صعب، فرغم سنوات من تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع إيران، إلا أن ردود الفعل الروسية لم تتعد الإدانة الدبلوماسية فقط.
الموقف الروسي بعدم التدخل العسكري خلال حرب الـ 12 يوماً، له دوافع عديدة، منها قِصر مدة الحرب، وانشغال موسكو بغزوها لأوكرانيا وارتباط موسكو بعلاقات مع دول تشعر بالقلق أو تعارض تصاعد القوة العسكرية الإيرانية.
في هرم شركاء الكرملين الدوليين تأتي إيران بعد الصين وكوريا الشمالية ودول أخرى، ومع ذلك، يخشى الروس أن تكون استجابتهم المترددة للهجوم على طهران قد أضعفت مكانة موسكو ونفوذها لدى الرأي العام في الشرق الأوسط، وربما في أماكن أخرى أيضاً.
الروس يخشون أن يكون رد موسكو المتردد على الهجوم ضد إيران قد أضر بمكانة روسيا ونفوذها في الشرق الأوسط وربما في مناطق أخرى
بالنسبة للكثيرين في إيران، كان هذا الحادث بمثابة تجسيد لنمط أوسع، فقبل أشهر قليلة فقط، بدأت موسكو في الابتعاد عن حليفها، بشار الأسد، مع ظهور ملامح المرحلة السياسية التي تلت الحرب في سوريا، واليوم، تتزايد الأسئلة في المنطقة حول مدى قدرة روسيا بالحفاظ على مكانتها كحليف موثوق به، بعد أن تركت إيران بمفردها في مواجهة التصعيد العسكري.
وعلى الرغم من أن روسيا لم تعد بحاجة إلى مساعدة إيران الدفاعية، إلا أن الأخيرة تظل شريكاً مهماً في حسابات السياسة الخارجية لموسكو، رغم أنها تحتل أولوية استراتيجية أدنى من الصين وكوريا الشمالية، لذا قد تقرر موسكو مساعدة الجيش الإيراني على التعافي من هزيمته الأخيرة، لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، ومنع الصين أو دول أخرى من استبدالها كشريك أمني رئيسي للنظام الإيراني.
كما يدرك الكرملين أن التخلي عن طهران تكلفته كبيرة، إذ أن استمرار التردد الاستراتيجي يعرض موسكو لخطر تقليص نفوذها الإقليمي ويفتح المجال أمام القوى الخارجية لملء الفراغ.
الخطاب الروسي مقابل الأفعال
أدان المسؤولون الروس تل أبيب لانتهاكها القانون الدولي، ودافعوا عن حق إيران في الدفاع عن نفسها، بعد أن شنت إسرائيل عمليات عسكرية ضد طهران بشكل مفاجئ في 13 يونيو الماضي، ولتفادي التدخل العسكري الأمريكي، حذروا من عواقب كارثية محتملة للتصعيد، ودعوا واشنطن إلى مواصلة الحوار مع الحكومة الإيرانية، وعرضوا التوسط بين إيران وإسرائيل.
الخطاب الروسي أصبح أكثر حدة بعد أن انضمت الولايات المتحدة إلى الهجوم، حيث شنت ضربة مفاجئة باستخدام أسلحة خاصة ضد المنشآت النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض، ووصف فاسيلي نيبينزيا، سفير موسكو لدى الأمم المتحدة، الهجوم الأمريكي بأنه “عمل غير مسؤول وخطير واستفزازي يُعرّض نظام عدم انتشار الأسلحة النووية للخطر”.
الحكومة الروسية ورغم تصاعد حدة خطابها إلا انها لم تتسرع في تقديم مساعدة عسكرية أو غيرها لإيران، ولم تفرض عقوبات على إسرائيل أو الولايات المتحدة بسبب استخدامهما للقوة، بل استمرت موسكو في الدعوة إلى خفض التصعيد والحوار كحلول رئيسية.

شراكة محدودة
وتعبيراً عن مدى التعاون الاقتصادي والأمني العميق بين روسيا وإيران، خلال العقد الماضي، جاء توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني مسعود بيزشيكيان لمعاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة في يناير 2025، حيث أعطت المعاهدة دفعاً رمزياً لطهران، التي كانت قد نفذت بحلول ذلك الوقت عدة جولات من الضربات الجوية والصاروخية ضد إسرائيل، بعد أن تعرض وكلاؤها الإقليميون في غزة ولبنان وسوريا لانتكاسات كبيرة، ورغم أن الوثيقة أشارت إلى التعاون العسكري التقني ومنعت أي طرف من تقديم المساعدة لأي دولة تهاجم الطرف الآخر، إلا أن النص لم يُلزم البلدين بتقديم المساعدة العسكرية لبعضهما البعض.
إيران في مرتبة أدنى من الصين وكوريا الشمالية ودول أخرى ضمن شبكة الكرملين الدولية ونتيجة لذلك كان التعاون دون طموحات طهران
اليوم، طهران تعد شريكاً استراتيجياً مهماً لروسيا، لكن مكانتها في شبكة شركاء الكرملين الدولية، تأتي بعد الصين وكوريا الشمالية ودول أخرى، ونتيجة لذلك، غالباً ما يكون التعاون بين البلدين أقل من الطموحات الإيرانية، وفي نوفمبر 2023، أفاد المسؤولون الإيرانيون بأن روسيا وافقت على تزويد إيران بأسلحة متطورة تشمل نظام الدفاع الصاروخي S-400، وطائرة سوخوي-35 المتعددة الأدوار، ومروحيات Mi-28 الهجومية، وطائرات التدريب ياك-130، ورغم الاتفاق إلا أن روسيا لم تقدم إلا طائرات ياك-130، ما أدى إلى ضعف تصدي إيران ضد الهجمات الجوية الإسرائيلية وإلى شعور بعض الإيرانيين بالإحباط.
ومع ذلك، قدمت روسيا دعماً محدوداً وفعّالاً لإيران عندما دمرت إسرائيل، المدعومة بقوة من الولايات المتحدة، وكلاء طهران في المنطقة، وربما كان ذلك بسبب الحاجة إلى تعزيز دفاعاتها الجوية ضد الهجمات المتزايدة بالطائرات المسيرة من قبل أوكرانيا على الأراضي الروسية، كما فشلت موسكو حتى في استعادة أو استبدال أنظمة الدفاع الجوي S-300 التي دمرتها إسرائيل في ضرباتها المحدودة على إيران في شهري أبريل وأكتوبر 2024، ما ترك الدفاعات الجوية الإيرانية غير قادرة على التصدي للضربات أو معطلة، وفي حرب يونيو 2025، تمكنت إسرائيل بسرعة من تحقيق تفوق جوي على معظم أنحاء غرب إيران.
اعتبارات تنافسية
قد يفسر الفشل الظاهر في التنبؤ بهجوم إسرائيل، وقصر مدة النزاع، التحرك البطيء للحكومة الروسية إزاء حرب يونيو 2025، فلا تزال اهتمامات روسيا ومواردها منصبة بشكل أساسي على الأحداث المرتبطة بالصراع في أوكرانيا، في حين توقع العديد من المحللين الروس والأجانب بأنه، بغض النظر عن التصريحات الرسمية، فإن الكرملين كان يأمل أن تركز الولايات المتحدة على الشرق الأوسط، بحيث يؤدي ذلك إلى تحويل الموارد بعيداً عن دعم أوكرانيا.
وبشكل جزئي يمكن تفسير ضعف استجابة موسكو خلال الحرب الأخيرة برغبة الحكومة الروسية في الحفاظ على علاقاتها مع شركاء آخرين، إذ تتمتع عموماً بعلاقات جيدة مع إسرائيل، والعديد من دول مجلس التعاون الخليجي، التي غالباً ما تتنافس مع إيران على النفوذ الإقليمي، وقد تعاونت هذه الحكومات بشكل عام مع روسيا في العديد من القضايا الاقتصادية، وفرضت نظام عقوبات محدود جداً عليها بسبب غزوها لأوكرانيا، حيث كان الهدف منها في الأكثر مسايرة واشنطن بدلاً من معاقبة موسكو.
تراجع مكانة روسيا وموثوقيتها
المسؤولون الإيرانيون سيضطرون إلى كبح أي غضب قد يشعرون به تجاه روسيا، نظراً لأنهم يفتقرون إلى رعاة آخرين كبار، حيث أدت حرب يونيو 2025 إلى تصاعد التوترات بشكل كبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، في حين تستعد الحكومات الأوروبية لاستعادة العقوبات الدولية على طهران بسبب عدم شفافيتها بشأن برنامجها النووي ونواياها، كما ستحتاج الحكومة الإيرانية إلى مساعدة موسكو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) والأمم المتحدة لتجنب فرض عقوبات إضافية.
سعى الكرملين خلال الحرب إلى مواجهة الاتهامات التي تقول: “إن روسيا قدمت دعماً غير كافٍ لإيران”، وهو اتهام يُسهم في تفكك العلاقات الروسية-الإيرانية ويزيد من تقليص الثقة في سمعة روسيا العسكرية في الشرق الأوسط، خاصة بعد انهيار نظام الأسد، وفي تعليقه على ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “هناك العديد من الأشخاص الذين يرغبون في إشعال النار والإضرار بالشراكة بين موسكو وطهران”، مؤكداً أن روسيا دعمت إيران فعلاً من خلال الموقف الواضح الذي اتخذته، وأنها نعتزم الاستمرار في تطوير علاقاتنا مع إيران”.
نائب وزير الخارجية الروسي ريابكوف وصف الشراكة الروسية-الإيرانية بأنها “غير قابلة للكسر”، مشيراً إلى أن موسكو قد تقدم مساعدة عسكرية لطهران، قائلاً: “نعمل مع إيران في مجالات متعددة، وسيكون من غير المسؤول الكشف عن بعض تفاصيل هذا التعاون”، لذا من المرجح أن تطلب الحكومة الإيرانية مساعدة روسيا في إعادة بناء قواتها العسكرية، خاصة بعد أن استنفذت طهران جزءاً كبيراً من مخزونها الحالي من الطائرات المسيرة والصواريخ في قتال يونيو 2025، بينما تسببت الضربات الجوية الإسرائيلية في تعطيل كبير لإنتاج إيران المستقبلي من الصواريخ والطائرات المسيرة.
بالإضافة إلى أن المجمع العسكري الصناعي الإيراني المثقل بالأعباء من المحتمل انه غير قادر على توفير الأسلحة لروسيا في المدى القريب، فمن الناحية النظرية، يجب أن يؤدي هذا العجز إلى تقليص حجم الشراكة الدفاعية الروسية-الإيرانية من وجهة نظر موسكو، ولكن عملياً، فإن توسيع الإنتاج الدفاعي المحلي في روسيا، إلى جانب الذخائر المقدمة من كوريا الشمالية والتقنيات مزدوجة الاستخدام التي تستوردها من الصين، يعني أن روسيا لم تعد بحاجة إلى الأسلحة الإيرانية.
إيران ستكون واحدة من الدول القليلة التي ستسعى لشراء كميات كبيرة من الأسلحة الروسية إذا انتهت حرب أوكرانيا فهذه الصفقات قد تساعد روسيا على التخلص من فائض الأسلحة لديها
وعلى النقيض من ذلك، ستكون روسيا في موقع أفضل لتوفير الأسلحة لإيران إذا انخفضت احتياجاتها الدفاعية المتعلقة بأوكرانيا، ومع ذلك، تراجعت مبيعات الأسلحة الروسية في الشرق الأوسط بسبب عدة عوامل، منها: ازدياد احتياجات روسيا المحلية بسبب الحرب الممتدة مع أوكرانيا، بالإضافة إلى أن العقوبات الغربية جعلت عدد من الدول حذرة من شراء الأسلحة الروسية، ولكن إذا انتهت الحرب في أوكرانيا، فمن المحتمل أن تكون إيران واحدة من الدول القليلة التي ستسعى لشراء كميات كبيرة من الأسلحة الروسية، وقد تساعد هذه المشتريات روسيا في التخلص من الأسلحة الزائدة والتوجه بعيداً عن الاقتصاد الحربي.

سيناريوهات مستقبلية
من القيود الأخرى على رد فعل الكرملين تجاه حرب يونيو 2025، رغبة بوتين في تعزيز علاقاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتحسين العلاقات الروسية-الأمريكية، وتخفيف العقوبات الغربية، وتقليص الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، إلا أن إعلان ترامب المفاجئ لهدنة بين إسرائيل وإيران وتطبيقه لها بعد 12 يوماً فقط من بدء الحرب، ساعد في تجنب صراع طويل الأمد كان من شأنه أن يرفع أسعار النفط ويعزز عائدات الصادرات الروسية.
بعد انتهاء الحرب، صرّح المتحدث باسم الكرملين بأن روسيا ستفصل العمليات العسكرية الأمريكية ضد إيران عن جوانب أخرى من الحوار الروسي-الأمريكي، ، فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي في 24 يونيو لصحيفة إزفيستيا الروسية، أن الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الشامل في 2018، ألحق أضراراً كبيرة بنظام عدم انتشار الأسلحة النووية، ومن وجهة نظره، إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على مهاجمة دولة عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) والتي تسمح بإجراء تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، ولا تمتلك برنامجاً مؤكداً للأسلحة النووية، فإن الدول الأخرى يمكنها إعادة تقييم الفوائد النسبية للامتناع عن تطوير الأسلحة النووية.
ورغم موافقة نائب الوزير على موقف طهران القائل بأن وقف الهجمات العسكرية الأجنبية على إيران شرطٌ أساسيٌّ لإجراء مزيد من المحادثات النووية الإيرانية، إلا أنه أفاد بأن موسكو ستواصل تقديم حلولٍ خلاقةٍ للمساعدة في استقرار الوضع، مضيفاً: “إن روسيا ترغب في مواصلة العمل مع إدارة ترامب بشأن قضايا ملحة أخرى، مثل توسيع نطاق تبادل التأشيرات والوفود، واستعادة حركة النقل الجوي المباشر، واستعادة الممتلكات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة، وحل النزاع الأوكراني، وإدارة سباق التسلح النووي المتصاعد بينهما”.
بوتين ومسؤولون روس آخرون عرضوا مساعدة إيران في التخلص من اليورانيوم المخصب الذي تجاوز الحد المسموح به وتقديم خدمات الوساطة بين إيران ودول أخرى، لكن كان بإمكان موسكو أن تكسب نفوذاً اقتصادياً ودبلوماسياً في واشنطن وطهران وأماكن أخرى إذا اعتُبرت بنظر الأطراف طرفاً محايداً وموثوق به في الحوار، إلا أن ترامب رفض عرض بوتين للوساطة، معبراً عن رأيه بأن الرئيس الروسي يمكنه العمل بشكل أكثر فائدة لإنهاء حرب روسيا-أوكرانيا، إذ يبدو أن ترامب حريص على التفاوض مباشرة مع القيادة الإيرانية بشأن برنامجها النووي بدلاً من اللجوء إلى الوسطاء.
ولكن إذا استمر الخلاف المتنامي بين ترامب وبوتين، قد يؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط الروسي على إيران لتهدئة طموحاتها النووية، والالتزام بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع ذلك، قد تؤدي تدهور العلاقات الروسية-الأمريكية إلى تقليل القيود التي تضعها موسكو على إعادة تسليح إيران في الأشهر القادمة، لتقوية النظام الإيراني ضد التهديدات الأمريكية والإسرائيلية المستقبلية.
الخلاف المتنامي بين ترامب وبوتين إذا استمر قد يؤدي إلى تخفيف الضغط الروسي على إيران لكبح طموحاتها النووية والبقاء ضمن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإعادة وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وفي حال استمرت روسيا في رفض تسليم أسلحة تقليدية متطورة إلى إيران، فمن المحتمل أن تسعى طهران للحصول على الأسلحة من دول أخرى، وخاصة الصين، التي كانت المورد الرئيسي لها حتى منتصف الثمانينيات، وقد تكون مستعدة لإعادة دخول هذا المجال إلا أن تقرير إعلامي زعم بشكل مثير للجدل أن الصين قد قدمت بالفعل لإيران صواريخ أرض-جو طويلة المدى، وإن الحصول على طائرات مقاتلة متطورة من الصين سيسد فجوة مهمة في دفاعات إيران الجوية، ويوفر لطهران وسيلة أخرى لتمديد قوتها العسكرية بجانب الصواريخ والطائرات المسيرة.
وعلى النقيض من ذلك، إذا استأنفت الصين بيع الأسلحة لإيران لأول مرة منذ عقدين، فقد تحاول بكين إخفاء هذه الصفقات لتجنب التأثير سلباً على علاقاتها المهمة مع إسرائيل، ودول مجلس التعاون الخليجي، وأوروبا، والولايات المتحدة، وعلى سبيل المثال، يمكن للصين أو روسيا تقديم مساعدات عسكرية وتقنية أو مواد ذات استخدام مزدوج من خلال أطراف ثالثة مثل كوريا الشمالية.
بالمحصلة، قد تكون قدرة روسيا على ضبط النفس خلال حرب يونيو 2025 قد ساعدتها على تجنب مواجهة مباشرة مع فاعلين إقليميين أقوياء، لكن ذلك أثار تساؤلات جدية حول مصداقيتها ونفوذها في الشرق الأوسط، كما أن خيبة أمل طهران تعكس شكوكاً أوسع في المنطقة، ما يوحي بأن روسيا لم تعد تُعتبر شريكاً موثوقاً عندما تكون المخاطر عالية.
وفي الوقت الحالي، لا يزال التوازن الروسي قائماً، لكن مع كل لحظة من التردد، يزداد ثمن الغموض، وكذلك الفرصة أمام قوى أخرى، لا سيما الصين، لإعادة تشكيل المشهد الإقليمي بطرق قد تؤدي إلى زيادة تهميش روسيا.